ذو.. أوذرز................... بقلمي البريء

*************************************

ذو أوذرز ........ El- Akharoun

*************************************

سعادة غامرة هذه الأيام، استطاعت أن تزيل السحب السوداء المتراكمة على وجه عبوس قمطرير كوجهي

- أخيرا.. سأنال الوظيفة، وأين؟ عند مستر جيمس، عند الشركة الأجنبية.. هاهاهاهاها

هكذا كنت أتحدث كلما نظرت إلى نفسي في المرآة بعد أن وصلني الرد بقبولي كعامل

بسيط في شركة أجنبية ضخمة، عمالها متعددوا الجنسيات والديانات والأيدولوجيات والعقليات

كنت أعيش حلما هيستيريا بيني وبين نفسي، إيحاءات ملائكية وأخرى شيطانية أخطط

من خلالها لأيامي في تلك الشركة

مرات أتخيل نفسي داعيا إلى الحق هناك أحاجج غيري بالواضحة البيضاء

ومرات أتخيل نفسي غارقا في أحضان الشقراء أداعب كأس خمر من النوع الرفيع

وكثيرا ما أبتسم في خبث قائلا في نفسي:

- دع الأمر للقدر، فكل شيء ممكن...

------------------------------------------------------------------

- يا أخ ربيع... يا أخ ربيع..

صوت أحدهم ينادي من خلفي ذات مساء..

كعادتي حينما لا أعرف الصوت من خلفي أستمر في المسير ولا ألتفت إلى أن أبلغ

طاولة تبغ أو دكان أو أي شيء... ثم أتطفل على المنادي وألتفت في عفوية كأني لست ربيع

وبينما بلغت باب المقهى وكنت أستعد للالتفاف إذا..

- أيها الأخ ربيع... السلام عليكم ورحمة الله، حياك الله

ووضع يده على كتفي من خلفي

- آه.. نعم .. نعم..

محاولا إبداء حيرة منافقة كأني لم أسمعه من قبل

- وعليكم السلام، كيف حالك أيها الشاب

لقد كان أبو دعدوع الخلاط يحمل علبة كبيرة على كتفه

تتقطع أنفاسه كمن يصّعّد في السماء.

-الحمد لله، أنا أبو دعدوع، جار صديقك بومدين بائع الدخان..

ووضع العلبة على الأرض

- لقد عرفتك، سبق وسمعت كثيرا من خطاباتك..

- سمعت أنك مسافر للعمل مع شركة أجنبية، وقررت أن أعطيك هدية تحافظ بها على مقومات شخصيتك وعلى

خصوصياتها، وطريقها، ونورها، وبهائها، وسبيلها، وكذا وكذا ـــها..

ولم يكد يتوقف خاصة بعدما قفز فوق تلك العلبة وبدأ في رفع سبابة الوصايا فقاطعته بصعوبة:

-بارك.. بارك الله فيك أخي أبا دعدوع، شكرا لك لأنك تذكرني، حياك الله أيها الكريم..

هكذا خاطبته من كل قلبي، نعم هو يستحق الشكر لأنه تذكرني، لأنه سمح لنفسي أن تشغل حيزا في فكره

- تفضل أخي...

وغلبته الدموع وارتمى في حضني يعانقني ويضرب بلطف على كتفاي

وأنا أحك منابت الشعر في جبيني متسائلا كيف أقابل طيبة شخص لا أحبه

كانت الهدية عبارة عن علبة كبيرة تحوي ما يزيد عن 20 مجلدا

و 100 كتيب صغير، عناوين متعددة ومواضيع كلها متعلقة بما أنا مقدم عليه

.................................

استأجرت سيارة وعدت بعلبة أبي دعدوع إلى منزلي، وما إن دخلت حتى فوجئت بأمي لدى الباب

أمامها علبة متوسطة الحجم...

-أهلا بني، لقد زارنا رئيس اللجنة الدينية الأسبق لمسجد القرية وأحضر لك هذه الهدية بمناسبة سفرك..

- إنه عمي مخلوف، ترى ماذا أحضر أيضا؟؟؟

هكذا تساءلت وأنا أقوم بفتح تلك العلبة.

كانت مليئة بالأقراص المضغوطة، كل عناوينها تنتهي (بالآخر، الآخر، والآخر...)

حتى أنني وجدت فيلم (ذو أوذرز) ونيكول كيدمان هناك

تبسمت ضاحكا من هذا القرص الأخير، ثم حملت العلبتين ووضعتهما بمكان آمن

........................................

كانت الليلة الأخيرة في عمر البطالة طويلة جدا، كانت ساعاتها تأمل وتدبر في نوعية العمل

الذي سأقوم به برفقة الأجانب، تساؤلات عديدة بتّ أطارحها الغرام ولم تقنع نفسي بأيّ من الإجابات

وقبل ساعة من موعد السفر، أقنعت نفسي بفكرة عدم الاهتمام قائلا:

- سنقوم بتنظيف أرض ثم بناء مجموعة من العمارات.. والسلام لهم دينهم ولي ديني...

ثم قمت في حيوية ونشاط كأنما نمت دهرا..

وأنا خارج من المنزل في الصباح الباكر سمعت صوت جدتي العجوز يخاطبني في لطف..

- ربيع... اتق الله حيث ماكنت.. وأتبع السيّئة الحسنة تمحها.. وخالق الناس بخلق حسن..

....................ربيع..................

يتبع في جزء ثاني منفصل بإذن الله

بارك الله فيك
شكرا على الموضوع الرائع
تسلم ااديك
تحياتي

لا اله الا الله ، محمد رسـول الله ، قصة في غايـه الروعـه ، جزيت خيـراً

شكرا

» من طفولتي ...بقلمي
» ~الأخت الكبيرة ! ~ بقلمي
» مــــاريـــا... تلك الجميلة الأخــــرى ------------- بقلمي
» (النحات والنفوس الضعيفة )بقلمي